سجلي معانا في الفيس بوكـــ
انضمِّي إلى مجموعتِنا على الفيس بـوك
زوري صفحتَنا على الفيس بـوك
تابعي جديدنا على الفيس بـوك عِباراتٌ قـد نسمعُها أو نقرؤها كثيرًا .
هل لكِ حِسابٌ على الفيس بـوك ..؟
هل تُريدين التسجيلَ في الفيس بـوك ..؟
وهل أخـذتِ قرارًا جازِمًا بالتسجيل ..؟
هل سَبقَ وأنْ دُعِيتِ للتسجيل بهذا الموقع ..؟
أم هل كان لكِ حِسابٌ عليه وعطَّلتيه ..؟
قبل أن تُجيبي .. اقـرأي كلماتي حتَّى النهاية ، ثُمَّ خُـذي قراركِ أو أجيبي عن أحد الأسئلةِ السابقةِ بما يُلائِمُ وَضعكِ .
قـد لا تعرفين الفيس بـوك أصـلاً .
فأقـول : الفيس بـوك هو أحـد المواقع الاجتماعية التي تَضُمُّ عـددًا كبيرًا مِن الأشخاص مِن مُختلف دُول العالَم . يستطيعُ الشخصُ التسجيلَ فيه ، وفتحَ حِسابٍ له على الموقع ، وبذلك يتمكَّنُ مِن الدخول لجميع الصفحات الموجودة عليه أو أكثرِها ، والتي قـد لا يستطيعُ دخولَها في حالةِ عدم التسجيل . ويكونُ له ملفٌّ Profile خاصٌّ به ، يستطيعُ أن يُضيفَ به بياناتِه الشخصية ؛ كالاسم والعُمر والمدارس التي التحق بها والجامعة ، إلى غير ذلك مِن بيانات ، وبإمكانِه أن يستقبلَ الرسائلَ الخاصة وطلبات الصداقة مِن الآخرين .
وهـذا الموقـع لا أُسمِّيه " موقـع التَّواصِـلُ الاجتماعىّ " ، بل أُسَمِّيه "موقِـع الخراب الاجتماعىّ " ، لَعلَّ البعضَ يراها مُبالَغة ، لَكِنِّها الحقيقة ، ومَن سَمِعَ عن الموقِع ليس كَمَن دخلَه وشاهدَه . وهـذه ليست دعـوةً لدخوله ، بل البُعـد عنه أَولَى ، فهى خُطواتٌ على طريق المعصية تتلوها خُطوات ، وبِداياتٌ قـد تُؤدِّي لِفَسادِ النّهايات .
ذات يـومٍ قرَّرتُ التسجيلَ في الفيس بـوك مِن باب الفضول والاستكشاف ، وفِعلاً سجَّلتُ به ، لكنِّي بعد أيامٍ قليلةٍ عطَّلتُ حِسابي ..
تُـرَى ما السبب ....؟!!السببُ أنِّي وجـدتُ أنَّ الفيس بـوك موقـعٌ خالٍ مِن الفائـدة تمامًا ، بل إنْ شِئتِ فقولي : هو مِن المواقـع السيئة .. لماذا ..؟
1- الفيس بـوك سارِقٌ للوقـت : فمَن يجلِسُ أمامه قـد يمضي عليه الوقتُ ، وهو يُقلِّبُ بين الصفحات ، ويُعلِّقُ على المُشاركات ، فلا يشعر بمروره .
2- الفيس بـوك مُشَتِّتٌ للعقـل : فإذا دخل إليه الشخصُ قـد لا يستطيعُ الدخولَ لمواقِعَ أخرى ، وإنْ دخل فلا يستطيع التركيز .
3- الفيس بـوك لا يُعـرف له وِجهَةٌ ولا هـدف .
4- الفيس بـوك به مِن الصفحات الكُفرية ما اللهُ به عليم : هناك مَن يدَّعي الألوهية ، وهناك مَن يَستهزِئُ باللهِ جل وعلا ، ويستهزِئُ بالدِّين ، ويستهزِئُ بالنبىِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، واللهُ جلَّ وعلا يقول : ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ التوبة/65-66 .
5- الفيس بـوك فيه سَبُّ و شتمٌ و غِيبةٌ و نميمة .
6- الفيس بـوك موقِـعٌ ينشرُ الكثيرَ مِن الكَذِب ، والكُلُّ يقرأُ ويُصدِّق .
7- الفيس بـوك فيه مِن المواضيع الضعيفةِ والباطِلَة الكثير ، وللأسف قـد تجدين ذلك منشورًا بصفحاتٍ تهدِفُ إلى الأمرِ بالمعروفِ والنهى عن المُنكر ، ومُنشِؤُوها يحتاجون لِمَن ينهاهم عن المُنكر . لا نُنكِر أنَّ غرضَهم مِن إنشاءِ صفحاتِهم الدعوة إلى اللهِ تعالى ، وأنَّ نِيَّتَهم طيبة ، لَكِنَّهم يفتقِرونَ إلى العِلم الذي يُعينُهم على ذلك ، ويحتاجونَ إلى مَن يُبَصِّرُهم بدينهم .
8- الفيس بـوك موقِـعٌ مُختلَط ، به رِجالٌ ونِساء مِن مُختلَفِ الأعمار ، وقد تدخلُ المرأةُ لإحدى الصفحات التي يُشرِفُ عليها الرِّجال ، وتُعلِّقُ على مواضيعِهم ، أو تستفسِرُ عن بعض الأمور ، وقد يُعجَبُ الرِّجالُ بتعليقاتِها .. ومِن الرِّجال مَن يدخلونَ للصفحاتِ النسائيةِ ويُعلِّقونَ على المواضيع بها ، ويَرُدُّ عليهم النساء .. وإذا تكَرَّرَ هذا الأمر ، فقد يعتادُ كُلٌّ مِن الرجل والمرأةِ هذا مِمَّا قـد يُؤَثِّرُ على دينِهِ والتزامِه .
9- هناك مجموعاتٌ كثيرةٌ على الفيس بـوك ، وقد تكونُ المجموعةُ خاصةً بالنساءِ ، ويُسجِّلُ بها الرِّجالُ ، فـ لا يمنعنهم ، والعكسُ كذلك .
10- على الفيس بـوك صفحاتٌ إسلامية ، وبها صورُ مُتبرِّجات ، بل صور مُمَثِّلاتٍ أحيانًا .
11- قـد تتسمَّى المرأةُ باسم رجلٍ ، و يتسمَّى الرَّجُلُ باسمِ امرأة ، فلا يستطيعُ المَرءُ التمييزَ بينهما .
12- كثيرٌ مِن النساءِ يقبلن طلباتِ الصداقة مِن أىِّ شخصٍ _ سواءً كانوا رِجالاً أو نِساءً _ فلا فرق عندهُنَّ .. بل المُؤسِف أن تجدي امرأةً تُرسِلُ بطلبِ صداقةٍ لرجل .. وإذا نظرتِ إلى ملفِّها تجدين أكثرَ مِن 1000 صديق ، بل قـد يكونُ أصدقاؤها بالآلاف ، ومِن بينهم رجال ، فمِن أين تأتي هذه الآلاف ..؟!! بل لو كانوا مِئات ، فمِن أين ..؟!! هل تعرفُهم كُلَّهم ..؟!! هل يُمكِن أن يكونوا جميعًا محارِمَها ..؟!! والعكسُ كذلك ، فتجدين عند كثيرٍ مِن الرجال بهذا الموقِع آلافَ الأصدقاء ، بل الصديقات .
13- أرأيتِ هذه المرأةَ التي تكتبُ في ملفِّها أنَّها لا تقبلُ الصَّداقاتِ مِن الرجال إلاَّ مِمَّن هم في سِنِّ أولادِها ..؟!! وَلِمَ ..؟! لتدعوهم إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ . ومَا يُدريها أنَّ مَن يطلبون صداقتَها هم في سِنِّ أولادِها ..؟!! وإنْ كانوا في سِنِّهم ، فكيف يعرفون ذلك ؟!! وكيف تعرِفُ هى ذلك ؟!! هل يكفي أن يكتبون في ملفَّاتِهم أعمارَهم ؟!! أم هى مسألةٌ تقديرية ؟!! أم مُجرَّد أن يقولَ الولد أنا عُمري كذا ، يُصبِحُ صادِقًا ، ونُصدِّقُ قولَه ؟!! فما يُدريها أنَّ هؤلاءِ الأصدقاء أو الأولاد صغيرو السِّن ؟!! ولَعلَّ أولادَها بالِغون ، فكيف تقبلُ صداقاتِ أولادٍ ليسوا مِن مَحارِمها ويَحِلُّ لهم الزواجَ بها ؟!! ولَعلَّهم رِجالٌ يكذبون عليها .
14- كثيرون يكتبون أسماءً لا تدُلُّ على جِنسِهم ، ولا يكتبون جِنسَهم في ملفَّاتِهم ، فلا تعرفين إنْ كانوا رِجالاً أو نِساءً ، ولَعلَّهم رِجالاً يُوهِمُونَ النساءَ بأنَّهم مِن جِنسِهِنَّ ، ليقبلنَ صداقتَهم .
15- قد تطلبُ المرأةُ صداقةَ امرأةٍ أخرى ، وعندما تدخل لِملَفِّها الشخصىِّ قبل قبولِ صداقتِها ، تجده خاليًا مِن المُحرَّمات ، ومِن الصور الفاضِحةِ وغيرها .. ثُمَّ تدخلُ بعد فترةٍ ، فتجدُ ملفَّها قد تغيَّر وأصبحت به داعيةً إلى الفسادِ ، ورُبَّما الفاحِشةِ ، والعِياذُ بالله .
16- البعضُ يدَّعي أنَّه يُسجِّلُ بالفيس بـوك لمُتابعةِ الأحـداث ، والتَّعرف على الأخبار ، ومُتابعةِ كُلِّ جديد .. وأقـول : ليس هـذا مُبِّررًا يدعوكَ للتسجيل بالموقع ، فهناك العديدُ مِن الصُّحُفِ الالكترونية التي تُواكِبُ الأحـداث ، ويُمكنكَ مُتابعتُها في أىِّ وقـتٍ ، ومِن أىِّ مكان .
17- البعضُ يقول : أنا أُتابِعُ الصَّفحاتِ الإسلاميةَ ، وأستفيدُ مِنها .. فأقـول : أكثرُ هذه الصَّفحات لمواقعَ موجودةٍ أصلاً على الانترنت ، وبإمكانكَ مُتابعة الموقع الأصلىِّ ..
أمَّا إنْ قلتِ إنَّ هناك صفحاتٍ بهذا الموقع ، وليس لها مواقع رسمية ، فأقـول لك : هناك مواقعُ بديلةٌ بإمكانكَ دخولها ، فـ لا تُبرِّر .
18- البعضُ يقول : أنا أتواصلُ مِن خلالهِ مع أصحابي ، فأقـول : يُمكنكَ التواصلُ معهم عن طريق الايميل ، أو الماسنجر ، أو المنتديات ، أو الهاتف ، أو الجوَّال ، أو حتى البريد العادي ، فـ لا داعي للتبرير .
19- يدخلُ لبعض الصفحاتِ الإسلامية كثيرون مِن غير المُسلمين _ كالنصارى مثلاً _ ويَسُبُّونَ الإسلام والمُسلمين ، وقـد يكونُ أصحابُ هذه الصفحات غيرَ مُؤهَّلينَ للرد عليهم .
20- بعضُ النساءِ يضعن صُوَرهُنَّ الشخصيةَ في ملفَّاتِهِنَّ بهذا الموقع ، مِمَّا قـد يعودُ عليهِنَّ بالضررِ ، أو يُسبِّبُ لَهُنَّ مُشكلات ، بالإضافةِ إلى أنَّ المرأةَ عَوْرَة ، فـ لا يجوزُ لها نشر صورتها بهذا الشكل .
21- كثيرونَ يدخلونَ للفيس بـوك ، فـ يألَفُونَ المعصية .
22- كثيرٌ مِن الأخوات هَجَرنَ المُنتديات بسببِ تسجيلِهِنَّ في الفيس بـوك ، فقد شَغَلَ أكثرَ أوقاتِهِنَّ .. و المُنتدياتُ خيـرٌ لَهُنَّ لو كُنَّ يعلمن .
23- البعضُ يدَّعي أنَّه يُسجِّل بالفيس بـوك ليدعوا إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ،، وبرأيي أنَّ الدعـوةَ بالمُنتديات تُؤتي ثِمارَها أكثر ، لأنَّ أكثرَ مَن يدخلونَ للفيس بـوك لا يقرأون إلاَّ الأخبار ، أمَّا عن المواضيع الدَّعَوِيَّة والوعظيَّة وغيرِها ، فقد لا يلتفتون إليها .
24- الفيس بـوك موقِـعٌ مُثيرٌ للفِتَنِ بين الأفـرادِ ، وبين الدُّوَل ، وخاصةً الإسلامية
.
أختي الحبيبة .. مكانٌ هـذه صِفاتُه ؛ اختلاطٌ ، إباحياتٌ ، مُحَرَّماتٌ ، شِركِيَّاتٌ ، وكُفْرٌ صريح ، وأنتِ فيه لا تستطيعين التغييرَ ، وإنكارُكِ للمُنكَر قـد لا يأتي بفائِدة ، بل إنَّكِ قد تتأثَّرين بكُلِّ هذا مع مرور الأيَّام ، فلَستِ معصومة . فكيف تستمِرِّينَ في هـذا المكان ، ورَبُّنا جَلَّ وعَلا يقول : ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ﴾ النساء/140 ، ويقولُ سُبحانه وتعالى : ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ الأنعام/68 .
أتعرفين أختاه أنَّ المَرءَ قـد يتغيَّرُ قلبُهُ مع كثرةِ دخولِهِ لهذا الموقع ، بل قـد يَضعُفُ إيمانُه ، و تَقِلُّ طاعاتُه وعِباداتُه ، وهـذه ليست مُبالغة .. فكم مِن شابٍّ دخل لموقع الفيس بـوك ، وادَّعَى أنَّه ما دخل إلاَّ للدعوةِ إلى اللهِ جَلَّ وعَلا ونشرِ الخير ، ومع مرورِ الأيَّامِ بدأ يُحادِثُ النساءَ ، بِحُجَّةِ دَعوتِهِنَّ إلى اللهِ تعالى ، وتقديمِ النُّصحِ لَهُنَّ ، ثُمَّ بدأ في الحديث معهُنَّ في أمورهِ وأمورِهِنَّ الخاصة ، وأصبحَ لا يدخلُ لهذا الموقع إلاَّ للحديثِ مَعهُنَّ .. كم مِن شابٍّ يدخلُ هـذا الموقع ليُوقِعَ بالفتيات ، وقـد يدَّعِي أنَّه يبحثُ عن زوجةٍ صالحة .. وكم مِن فتاةٍ عَصَت رَبَّها ، ولم تلتفت لنصائِحِ أهلها ، فدخلت لهذا الموقع ، وأضافت الرِّجال ، وبدأت تُحادِثهُنَّ ، وتقول : هُم أصدقائي ، أنا لا أُكلِّم الغُرَبَاء .. ومِن أين جاء هؤلاءِ الأصدقاء ..؟!!
واللهِ يا أخواتي .. إنِّي أتحدَّثُ إليكُنَّ مِن واقِعِ ما أرَى .. فقد رأيتُ أنَّ أخطرَ شيئينِ على الشَّبابِ والفتياتِ في الانترنت : غُـرف الشَّات و الفيس بـوك ؛ ففيهما تقعُ المَآسِي ، وتُرتَكَبُ المعاصي ؛ كُلٌّ يقولُ ما يشاء ، ويكتُبُ ما يشاء ، ويعتقِدُ ما يشاء ، والكُفرُ واضِحٌ وصريحٌ هناك ، ولا يُفيدُ الإنكارُ إلاَّ نادِرًا .. بل إنَّ القائِمين على موقع الفيس بـوك قـد يُغلِقونَ صفحاتٍ إسلاميةً لا تُعجبُهم ، ويتركون الصفحاتِ الكُفرية والإباحية ، رغم الإبلاغ عنها مِن قِبَلِ عـددٍ كبيرٍ مِن المُسلمين .
لقد قال أحـدُ الشَّبابِ مِمَّن سَجَّلُوا بالفيس بـوك :
{ لو كُنتُ مُفتيًا ، لأفتيتُ بأنَّ الفيس بـوك أَشَـدُّ تحريمًا مِن الخمـر }
تفكَّري _ أختاه _ في هـذه المقولةِ جيدًا ، وتأمَّلي فيها ؛ تُـرَى ما الذي دعاه لقولِها ..؟!!!
وللأسف .. فبعضُ الأخواتِ لا يدخلن المُنتدياتِ المُختلَطة ، والتي بها أقسامٌ نسائية ، خوفًا مِن الفِتنة ، رغم أنَّهُنَّ قـد لا يُشارِكن بالأقسام العامَّة ، ومع ذلك يدخلن للفيس بـوك ، ويُعلِّقن على المواضيع والأخبار المُختلفة ، وهو _ برأيي _ مِن أكبرِ مصادِر الفِتنة .
واُشَبِّهُ الفيس بـوك بـ بيتٍ ليس له صاحِب ؛ يدخلُه مَن يشاء ، وقتما يشاء ، يفعلُ به ما يشاء ، ويعبث بما شاء .
أختي الحبيبة .. يا مَن سَجَّلتِ بالفيس بـوك أو تُريدينَ التسجيلَ فيه ، لو أنَّ أمامكِ طريقين : طريقَ خيرٍ وطريقَ شر ، فأيهما تختارين ..؟؟؟ لا شَكَّ أنَّكِ ستختارين طريقَ الخيـر ، فهو الطريقُ الآمِنُ لَكِ .. والفيس بـوك موقعٌ اختلط فيه الحَقُّ بالباطِلِ ، والطَّيِّبُ بالخبيث ، والخيرُ بالشَّرِّ ، فما الذي يدعـوكِ للبقاءِ فيه بِحُجَجٍ _ برأيي _ هى تافهة ، وبإمكانكِ الاستعاضةُ عنها بأفضلَ منها .
واللهِ يا أختي ، إنَّ هـذه الكلمات خرجت مِن قلبي ، لأجلكِ أنتِ ، ولخوفي عليكِ .
ماذا لو جاءكِ المـوتُ وأنتِ تتصفَّحينَ موقع الفيس بـوك ، أو تكتبينَ تعليقًا به ، لا تعرفين أيكونُ في ميزانِ حسناتِكِ أم في ميزان سيئاتِك ..؟!
بل ماذا لو قامت السَّاعةُ وأنتِ ما زِلتِ مُسجِّلَةً بهذا الموقع ..؟!
أينفعُكِ تسجيلُكِ به ..؟!
أيشفعُ لَكِ عند اللهِ جَلَّ وعَلا ..؟!
أتنفعُكِ تعليقاتُكِ فيه ..؟!
أينفعُكِ دخولُكِ عليه ..؟!
إنَّكِ ستموتينَ وَحـدكِ ، وستُبعَثين وَحـدكِ ، وستُحاسَبينَ وَحـدكِ ، ولن ينفعكِ إلاَّ ما قدَّمتِ مِن عمل ، ولنْ يحمِلَ أحـدٌ شيئًا مِن ذنوبكِ : ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ الأنعام/164 .
لعلَّنا لا نُفكِّرُ بهذا الأمرِ عند تسجيلِنا بالمواقع ، وعند تصفُّحِنا لها . وكثيرًا ما نُفضِّلُ الدُّنيا بما فيها على الآخرة ، وندخلُ لموقعٍ _ كالفيس بـوك _ بِحُجَّةِ مُتابعةِ الأحـداث ، ومعرفةِ أخبار الثَّورات ، والإطِّلاعِ على آخِـر المُستَجدات بالعالَم ، والتَّواصُل مع الصديقات .. ولو وقفنا وقفةً جادَّةً صادِقةً مع أنفسِنا ، وتذكَّرنا آخِرتَنا ، ولحظةَ وفاتِنا ، لَعلَّنا نتخلَّى عن كثيرٍ مِن أمور الدُّنيا ، والتي قـد نراها ضروريةً في حياتِنا ، وهى في الحقيقةِ ليست كذلك .
مَن مِنَّا تستطيعُ أنْ تأخُذَ قرارًا شُجاعًا بالاستقامةِ على الدِّين ، رغم ما يموجُ به العالَمُ حولَها مِن فِتَن ..؟!
مَن مِنَّا تستطيعُ أنْ تُعَطِّلَ حِسابَها على الفيس بـوك طلبًا لِرِضا اللهِ سُبحانه وتعالى ، وبُعـدًا عن الفِتنةِ ، ودرءًا للمفاسِد ..؟!
مَن مِنَّا تستطيعُ أن تقول : سأُرضِي اللهَ ولو سَخِطَ علَىَّ الناس ..؟! و(( مَنْ التَمَسَ رِضا اللهَ بِسَخَطِ النَّاس ، رَضِىَ اللهُ عنه وأَرْضَى عنهُ النَّاس ، ومَن التَمَسَ رِضا النَّاسِ بِسَخَطِ الله ، سَخِطَ اللهُ عليهِ وأَسْخَطَ عليهِ النَّاس )) صحيح الترغيب للألبانىّ .
مَن مِنَّا تستطيعُ أنْ تقولَ الآن : وداعـًا للفيس بـوك ، وغُـرف الشَّات ، والمواقـع الإباحيَّة ، ، والقنوات الفضائِحِيَّة ..؟!
ليست المسألَةُ مسألَةَ فيس بـوك أو غيره ، لكِنَّ المسألةَ هى بُعْـدٌ عن خُطوات الشَّيطان ، وبِدايات المُحَرَّمات ، هى دَرءٌ للمفاسِـد ، و بُعْـدٌ عن أسبابِ الفِتَن ، فلسنا معصومين ، والقلوبُ مُتقلِّبَة ، ومِن دُعاءِ نبيِّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دِينك )) رواه التِّرمِذِىّ وصحَّحه الألبانىّ .. و (( القلوب بين إصبعين مِن أصابِع الله يُقلِّبُها كيف شاء )) رواه التِّرمِذِىّ وحَسَّنه الألبانىّ .
فهل تأمنين على قلبكِ وأنتِ بمكانٍ كهذا ..؟!
أختاه .. لو كُنتِ مِن المُسجِّلين بالفيس بـوك ، فراجعي نفسَكِ ، وراقبي قلبكِ ، وقارني بين حالِهِ قبل التَّسجيل وبعـده ، سترين فرقًا كبيرًا . وقد لا تُلاحظين هـذا الفرق لاقتناعِكِ بما تفعلين ، وعـدم رغبتِكِ في التغيير ، وخاصةً إنْ كُنتِ مِن مُدمِني الفيس بـوك كما يُطلِقُ البعضُ على أنفسِهِم ، لَكِنَّ القريبين مِنكِ قد يُلاحِظون ذلك .
وعلى كُلِّ أُمٍّ سَمَحَت لابنِها أو لابنتِها بالتسجيل في الفيس بـوك ، أن تتحمَّلَ التغييرَ الذي سيطرأ عليهما ، وأن تتحمَّلَ عواقِبَ ذلك .
وأخيـرًا أقـولُ لِكُلِّ أختٍ :
كُوني شُجاعةً وقوِيَّةً في أخـذِ قراراتِكِ المصيرية .. لا تجعلي صاحباتِكِ يُؤثِّرن عليكِ بفِعل ما يُخالِفُ دينَكِ وشريعتَكِ .. ولا تجعلي هَـواكِ يُحَرِّكُكِ .. بل تشجَّعي وقاطِعي كُلَّ مُحَرَّم ، وكُلَّ وسيلةٍ تُؤدِّي إلى المُحَرَّم ؛ مِن مواقع الكترونية ، و قنواتٍ فضائية ، وصداقات ، واتِّصالات ، ومُنتديات ، وغُـرف شات .
تذكَّـري قـولَ رَبِّكِ جَلَّ وعَلا : ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ البقرة/281 .. اعملي للآخرة .. اعملي لذلك اليوم الذي يقـولُ رَبَّنا جَلَّ وعَلا فيه : ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ آل عمران/30 .. ومَن ترك شيئًا للهِ ، عَوَّضه اللهُ خيـرًا مِنه .
قـد لا تُعجِبُ كلماتي كثيرًا مِن الأخوات ، وقـد لا تُوافِقُ كثيرًا مِن الآراء ، لَكِنِّها الحقيقةُ التي لامَستُها ، ولامَسها غيري .. ومَن أرادت أنْ تنأَى بنفسِها عن الفِتنةِ ، فلتبتعِـد عن أسبابِها ، ومِنها الفيس بـوك .
وَفَّقَ اللهُ الجميـعَ لِمَا يُحِبُّ ويَرضَى ، و جَنَّبنَا وإيَّاكُنَّ الفِتَنَ وأسبابَها
اللهم صلي على سيدنا محمد
أستغــــــــــــــــــــــــفر الله العظيم